الجمعة، 28 نوفمبر 2008

اليوم الوطني



يفرح طلاب المدارس كثيرا حينما يعلن عن يوم وطني لان ذلك يعني يوما خاليا من حمل الحقائب و ضوضاء طابور المدرسة ناهيك عن الاستيقاظ صباحا و الاستماع إلى نشرات, أقصد شرح المدرسين. و يرتاح العمال الكادحون ليل نهار لتوفير ما بقي من لقمة العيش التي تأثرت بموجات الغلاء و جرعات التجويع و التفقير و التقفير فيقضون ذلك اليوم في أركان الشوارع و الأزقة مستمعتين بأكوام القمامة الملقاة أو بالكم الهائل من الأرصفة الغير مرصوفة و هم يتبادلون أطراف الحديث و يملأ أفواههم القات و يفرغ جيوبهم و قلوبهم من الحب. ماذا عن ربات البيوت اللاتي لا يشكل ذلك اليوم فرقا شاسعا غير انه يوم لا يستيقظ فيه أفراد العائلة مبكرا.

لنسأل أنفسنا ماذا يعني ذلك اليوم المدعو باليوم الوطني ؟

انه يوم امتلأت فيه المقابر بجثث دعاة الحرية و المساواة و الأمل و الثوار ضد الجهل و الظلم و خيم الحزن فيه على كل الأصعدة فارتدت السماء ثياب الحداد و احترقت فيه الأعلام و الصور و تفرقت فيه الجموع المنددة.

انه يوم سارت فيه الدماء على الأرض و لم تسيل فغطت كل أخضر.

انه يوم ضحى فيه أناس بحياتهم لآخرين لا يستحقون

انه يوم غدا عيدا قائما على جثث و جماجم الشهداء

يوم يتذكر فيه الأجداد أمجادا غدت ذكريات تسطر كتب التاريخ

و تصفها ألسنة الأحفاد ببكاء على الأطلال



ليست هناك تعليقات: